الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا} (49)

قوله تعالى : " وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا " أي قالوا وهم يتناجون لما سمعوا القرآن وسمعوا أمر البعث : لو لم يكن مسحورا مخدوعا لما قال هذا . قال ابن عباس : الرفات الغبار . مجاهد : التراب . والرفات ما تكسر وبلي من كل شيء ، كالفتات والحطام والرضاض ، عن أبي عبيدة والكسائي والفراء والأخفش . تقول منه : رفت الشيء رفتا ، أي حطم ، فهو مرفوت . " أئنا لمبعوثون خلقا جديدا " " أئنا " استفهام والمراد به الجحد والإنكار . و " خلقا " نصب لأنه مصدر ، أي بعثا جديدا . وكان هذا غاية الإنكار منهم .