الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{ذَٰلِكَ مِمَّآ أَوۡحَىٰٓ إِلَيۡكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلۡحِكۡمَةِۗ وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومٗا مَّدۡحُورًا} (39)

الإشارة ب " ذلك " إلى هذه الآداب والقصص والأحكام التي تضمنتها هذه الآيات المتقدمة التي نزل بها جبريل عليه السلام . أي هذه من الأفعال المحكمة التي تقتضيها حكمة الله عز وجل في عباده ، وخلقها لهم من محاسن الأخلاق والحكمة وقوانين المعاني المحكمة والأفعال الفاضلة . ثم عطف قوله " ولا تجعل " على ما تقدم من النواهي . والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم المراد كل من سمع الآية من البشر . والمدحور : المهان المبعد المقصى . وقد تقدم في هذه السورة{[10246]} . ويقال في الدعاء : اللهم ادحر عنا الشيطان ، أي أبعده .


[10246]:راجع ص 235 من هذا الجزء.