تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا} (49)

الآية49 : وقوله تعالى : { وقالوا أءذا كنا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون خلقا جديدا }أي إذا كنا عظاما بالية ناخرة{ ورفاتا }

قيل : ترابا ، وقيل : غبارا . وقيل : { ورفاتا }أي بالية حتى إذا فُتِّتَتْ تكسرت ، وذهبت ، كقوله : { أءذا كنا عظاما نخرة }{[10938]} { قالوا تلك إذا كرة خاسرة }( النزاعات : 11و12 ) أي غير كائنة .

قالوا ذلك كله إنكارا للبعث واستهزاءا به : إنهم يبعثون ، ويجزون بأعمالهم . وهذا كأنهم قالوا ذلك على التعجب والاستبعاد عن كون ذلك والاستهزاء بذلك . والجهل به هو الذي حملهم على التعجب والاستهزاء بما ذكر .

أنكر هؤلاء الكفرة قدرة الله على البعث كما أنكر المعتزلة قدرته على خلق أفعال العباد ، وليس لهم الاحتجاج على أولئك الكفرة بالإنشاء{[10939]} الأول ؛ لأن لهم أن يقولوا : إنكم تقرون بالقدرة على الخلق{[10940]} الأول وتنكرون خلق أفعالهم ، وليس لكم الاحتجاج .


[10938]:في الأصل: ناخرة وهي قراءة حمزة والكسائي وعاصم وغيرهم، انظر معجم القراءات القرآنية ج8/56.
[10939]:في الأصل و.م : بإنشاء.
[10940]:في الأصل و.م: خلق.