قوله تعالى : " إنه من يأت ربه مجرما " قيل هو من قول السحرة لما آمنوا . وقيل ابتداء كلام من الله عز وجل . والكناية في " إنه " ترجع إلى الأمر والشأن . ويجوز إن من يأت ، ومنه قول الشاعر :
إن من يَدخلِ الكنيسةَ يوماً *** يلقَ فيها جآذراً وظِبَاءَ{[11129]}
أراد إنه من يدخل ، أي أن الأمر هذا ، أن المجرم يدخل النار ، والمؤمن يدخل الجنة . والمجرم الكافر . وقيل : الذي يقترف المعاصي ويكتسبها . والأول أشبه ؛ لقوله : " فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا " وهذه صفة الكافر المكذب الجاحد - على ما تقدم بيانه في سورة " النساء " {[11130]} وغيرها - فلا ينتفع بحياته ولا يستريح بموته . قال الشاعر :
ألا مَن لنفس لا تموت فينقضي*** شقاها ولا تحيا حياة لها طَعْمُ
وقيل : نفس الكافر معلقة في حنجرته أخبر الله تعالى عنه فلا يموت بفراقها ، ولا يحيا باستقرارها . ومعنى " من يأت ربه مجرما " من يأت موعد ربه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.