السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّهُۥ مَن يَأۡتِ رَبَّهُۥ مُجۡرِمٗا فَإِنَّ لَهُۥ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ} (74)

ثم عللوا هذا الحكم بقولهم : { إنه } أي : الأمر والشأن { من يأت ربه } أي : الذي رباه وأحسن إليه بأن أوجده وجعل له جميع ما يصلحه { مجرماً } بأن يموت على كفره { فإن له جهنم } دار الإهانة { لا يموت فيها } فيستريح من عذابها بخلاف عذابك ، فإن آخره الموت وإن طال { ولا يحيى } فيها حياة مهنأة ، وبها يندفع ما قيل : إن الجسم الحيِّ لا بد أن يبقى إمَّا حياً أو ميِّتاً ، فخلوه عن الوصفين محال ، وقال بعضهم : إن لنا حالة ثالثة ، وهي كحالة المذبوح قبل أن يهدأ ، فلا هو حي لأنه قد ذبح ذبحاً لا تبقى الحياة معه ، ولا هو ميت ؛ لأن الروح لم تفارقه بعد ، فهي حالة ثالثة .