فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّهُۥ مَن يَأۡتِ رَبَّهُۥ مُجۡرِمٗا فَإِنَّ لَهُۥ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ} (74)

{ إنه } أي الشأن { من يأت ربه مجرما } هو المتلبس بالكفر والمعاصي ، المائت عليها { فإن له جهنم لا يموت فيها } فيستريح { ولا يحيى } حياة تنفعه قال المبرد : لا يموت ميتة مريحة ولا يحيى حياة ممتعة ، فهو يألم كما يألم الحي ويبلغ به حالة الموت في المكروه ، إلا أنه لا يبطل فيها عن إحساس الألم ، والعرب تقول : فلان لا حي ولا ميت ، إذا كان غير منتفع بحياته ، وهذا تحقيق لكون عذابه أبقى ، وهذه الآية من جملة ما حكاه الله سبحانه من قول السحرة . وقيل هو ابتداء كلام ، وهذا هو الأظهر . قاله النسفي .

أخرج أحمد ومسلم وابن أبي حاتم وغيرهم عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فأتى على هذه الآية فقال : ( أما أهلها الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، وأما الذين ليسوا بأهلها فإن النار تميتهم إماتة ثم يقوم الشفعاء فيشفعون ، فيؤتى بهم ضبائر على نهر يقال له الحياة أو الحيوان فينبتون كما ينبت القثاء في حميل السيل ) {[1188]} .


[1188]:مسلم 185- وأحمد بن حنبل 3/11.