قوله تعالى : " وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه " قال السهيلي : اسم ابنه ثاران ، في قول الطبري والقتبي . وقال الكلبي : مشكم . وقيل أنعم . حكاه النقاش . وذكر القشيري أن ابنه وامرأته كانا كافرين فما زال يعظهما حتى أسلما .
قلت : ودل على هذا قوله : ( لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) . وفي صحيح مسلم وغيره عن عبد الله قال : لما نزلت " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " {[12578]} [ الأنعام : 82 ] شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه : يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) . واختلف في قوله : " إن الشرك لظلم عظيم " فقيل : إنه من كلام لقمان . وقيل : هو خبر من الله تعالى منقطعا من كلام لقمان متصلا به في تأكيد المعنى ، ويؤيد هذا الحديث المأثور أنه لما نزلت : " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " [ الأنعام : 82 ] أشفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يظلم ؟ فأنزل الله تعالى : " إن الشرك لظلم عظيم " فسكن إشفاقهم ، وإنما يسكن إشفاقهم بأن يكون خبرا من الله تعالى ، وقد يسكن الإشفاق بأن يذكر الله ذلك عن عبد قد وصفه بالحكمة والسداد . و " إذ " في موضع نصب بمعنى اذكر . وقال الزجاج في كتابه في القرآن : إن " إذ " في موضع نصب ب " آتينا " والمعنى : ولقد آتينا لقمان الحكمة إذ قال . النحاس : وأحسبه غلطا ؛ لأن في الكلام واوا تمنع من ذلك . وقال : " يا بنيِّ " بكسر الياء ؛ لأنها دالة على الياء المحذوفة ، ومن فتحها فلخفة الفتحة عنده ؛ وقد مضى في " هود " {[12579]} القول في هذا . وقوله : " يا بني " ليس هو على حقيقة التصغير وإن كان على لفظه ، وإنما هو على وجه الترقيق ، كما يقال للرجل : يا أخي ، وللصبي هو كويس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.