بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ} (13)

قوله عز وجل : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ } قال مقاتل : كان اسم ابنه أنعم { وَهُوَ يَعِظُهُ } ويقال : معناه قال لابنه واعظاً { يا بني لاَ تُشْرِكْ بالله إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } يعني : ذنب عظيم لا يغفر أبداً . وكان ابنه وامرأته كافرين ، فما زال بهما حتى أسلما . وقال مقاتل : زعموا أنه كان ابن خالة أيوب . وذكر القاسم بن عباد بإسناده عن عبد الله بن دينار : أن لقمان قدم من سفر ، فلقيه غلامه ، قال : ما فعل أبي ؟ قال : مات . فقال : ملكت أمري . قال : وما فعلت أمي ؟ قال : قد ماتت . قال : ذهب همي . قال : فما فعلت أختي ؟ قال : ماتت فقال : سترت عورتي . قال : فما فعلت امرأتي ؟ قال : قد ماتت . فقال : جدد فراشي . قال : فما فعل أخي ؟ قال : مات . قال : انقطع ظهري .

وفي رواية أُخرى قال : ما فعل أخي ؟ قال : مات . فقال : انكسر جناحي . ثم قال : فما فعل ابني ؟ قال : مات . فقال : انصدع قلبي . وقال وهب بن منبه كان لقمان عبداً حبشياً لرجل من بني إسرائيل في زمن داود عليه السلام ، فأعتقه وكان حبشياً أسود ، غليظ الشفتين والمنخرين ، غليظ العضدين والساقين ، وكان رجلاً صالحاً أبيض القلب ، وليس يصطفي الله عز وجل عباده على الحسن والجمال ، وإنما يصطفيهم على ما يعلم من غائب أمرهم . قرأ عامر في رواية حفص وابن كثير في إحدى الروايتين : { يا بَنِي } بالنصب . وقرأ الباقون : بالكسر وقد ذكرناه .