الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ} (13)

وأخرج ابن أبي الدنيا في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشي قال : ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن حفص بن عمر الكندي قال : وضع لقمان عليه السلام جراباً من خردل إلى جنبه ، وجعل يعظ ابنه موعظة ويخرج خردلة ، فنفذ الخردل فقال : يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلاً لتفطر . فتفطر ابنه .

وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني إياك والتقنع فإنها مخوفة بالليل ، ومذلة بالنهار » .

وأخرج العسكري في الأمثال والحاكم والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس ؛ أن لقمان عليه السلام كان عبداً لداود ، وهو يسرد الدرع ، فجعل يفتله هكذا بيده ، فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد أن يسأله وتمنعه حكمته أن يسأله ، فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال : نعم درع الحرب هذه . فقال لقمان : الصمت من الحكمة وقليل فاعله ، كنت أردت أن أسألك فسكت حتى كفيتني .

وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإِيمان عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره ، وخف الله مخافة لا تيأس بها من رحمته ، فقال : يا أبتاه وكيف أستطيع ذلك وإنما لي قلب واحد ؟ قال : المؤمن كذا له قلبان . قلب يرجو به . وقلب يخاف به .

وأخرج البيهقي عن سليمان التيمي رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني أكثر من قول : رب اغفر لي ، فإن لله ساعة لا يرد فيها سائل .

وأخرج البيهقي والصابوني في المائتين عن عمر بن سليم رضي الله عنه قال : بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني حملت الحجارة ، والحديد ، والحمل الثقيل ، فلم أحمل شيئاً أثقل من جار السوء ، يا بني إني قد ذقت المر كله فلم أذق شيئاً أمر من الفقر .

وأخرج ابن أبي الدنيا في اليقين عن الحسن رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني إن العمل لا يستطاع إلا باليقين ، ومن يضعف يقينه يضعف عمله ، يا بني إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والنصيحة ، وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة ، وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فاخبره أن الدنيا مفارقة متروكة .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن وهب رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني اتخذ تقوى الله تجارة يأتك الربح من غير بضاعة .

وأخرج ابن أبي الدنيا في الرضا عن سعيد بن المسيب قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير منك أن ذلك خير لك . قال : أهذه فلا أقدر أعطيكها دون أن أعلم ما قلت كما قلت ، قال : يا بني فإن الله قد بعث نبياً . هلم حتى تأتيه فصدقه . قال : اذهب يا أبت . فخرج على حمار وابنه على حمار ، وتزودا ثم سارا أياماً وليالي حتى تلقتهما مفازة ، فأخذا أهبتهما لها فدخلاها ، فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعالى النهار ، واشتد الحر ، ونفد الماء والزاد ، واستبطآ حماريهما ، فنزلا فجعلا يشتدان على سَوْقِهِما ، فبينما هما كذلك إذ نظر لقمان أمامه فإذا هم بسواد ودخان ، فقال في نفسه : السواد : الشجر .

والدخان : العمران والناس .

فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطئ ابن لقمان على عظم في الطريق ، فخر مغشياً عليه ، فوثب إليه لقمان عليه السلام ، فضمه إلى صدره واستخرج العظم بأسنانه ، ثم نظر إليه فذرفت عيناه فقال : يا أبت أنت تبكي وأنت تقول : هذا خير لي ، كيف يكون هذا خيراً لي ؟ وقد نفد الطعام والماء ، وبقيت أنا وأنت في هذا المكان ، فإن ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت ، وان أقمت معي متنا جميعاً فقال : يا بني . أما بكائي فرقة الوالدين ، وأما ما قلت كيف يكون هذا خيراً لي ؟ فلعل ما صرف عنك أعظم مما ابتليت به ، ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ، ثم نظر لقمان أمامه فلم يَرَ ذلك الدخان والسواد .

وإذا بشخص أقبل على فرس أبلق عليه ثياب بيض ، وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحاً ، فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريباً فتوارى عنه ، ثم صاح به : أنت لقمان ؟ قال : نعم . قال : أنت الحكيم ؟ قال : كذلك . فقال : ما قال لك ابنك ؟ قال : يا عبد الله من أنت ؟ ! اسمع كلامك ولا أرى وجهك قال : أنا جبريل . أمرني ربي بخسف هذه المدينة ومن فيها ، فأخبرت إنكما تريدانها ، فدعوت ربي أن يحبسكما عنها بما شاء ، فحبسكما بما ابتلي به ابنك ، ولولا ذلك لخسف بكما مع من خسفت ، ثم مسح جبريل عليه السلام يده على قدم الغلام فاستوى قائماً ، ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاماً ، وعلى الذين كان فيه الماء فامتلأ ماء ، ثم حملهما وحماريهما فزجل بهما كما يزجل الطير ، فإذا هما في الدار الذي خرجا بعد أيام وليال .

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح اللخمي ؛ أنه لما وعظ لقمان عليه السلام ابنه قال : { إنها إن تك . . . } . أخذ حبة من خردل فأتى بها إلى اليرموك ، فألقاها في عرضه ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم ذكر وبسط يده فأقبل بها ذباب حتى وضعها في راحته .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن مالك رضي الله عنه قال : بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه : ليس غنى كصحة ، ولا نعيم كطيب نفس .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : من كذب ذهب ماء وجهه ، ومن ساء خلقه كثر غمه ، ونقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن رضي الله تعالى عنه أن لقمان قال لابنه : يا بني حملت الجندل . والحديد . وكل شيء ثقيل . فلم أحمل شيئاً هو أثقل من جار السوء ، وذقت المر فلم أذق شيئاً هو أمر من الفقر ، يا بني لا ترسل رسولك جاهلاً ، فإن لم تجد حكيماً فكن رسول نفسك ، يا بني إياك والكذب ، فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلي صاحبه ، يا بني احضر الجنائز ولا تحضر العرس ، فإن الجنائز تذكرك الآخرة والعرس تشهيك الدنيا ، يا بني لا تأكل شبعاً على شبع ، فإنك إن تلقه للكلب خير من أن تأكله ، يا بني لا تكن حلواً فتبلع ، ولا مراً فتلفظ .

وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني لا تكونن أعجز من هذا الديك الذي يصوّت بالأسحار ، وأنت نائم على فراشك .

وأخرج عبد الله في زوائده والبيهقي عن عثمان بن زائدة رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا تؤخر التوبة ، فإن الموت يأتي بغتة .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن سيار بن الحكم قال : قيل للقمان عليه السلام : ما حكمتك ؟ قال : لا أسأل عما قد كفيت ، ولا أتكلف ما لا يعنيني .

وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عثمان الجعدي رجل من أهل البصرة قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ، ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهد فيك .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال : لا تنكح أمة غيرك ، فتورث بنيك حزناً طويلاً .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال : كان لقمان عليه السلام يقول لابنه : يا بني اتق الله ، ولا تر الناس أنك تخشى الله ليكرمك بذلك وقلبك فاجر .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير عن خالد الربعي رضي الله تعالى عنه قال : كان لقمان عبداً حبشياً نجاراً فقال له سيده : اذبح لي شاة . فذبح له شاة فقال له : ائتني بأطيب مضغتين فيها . فأتاه باللسان والقلب فقال : أما كان شيء أطيب من هذين ؟ قال : لا . فسكت عنه ما سكت ، ثم قال له : اذبح لي شاة . فذبح له شاة فقال له : ألق أخبثها مضغتين . فرمى باللسان والقلب فقال أمرتك بأن تأتي بأطيبها مضغتين فأتيتني باللسان والقلب ، وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فألقيت اللسان والقلب ، فقال : إنه ليس شيء بأطيب منها إذا طابا ، ولا بأخبث منهما إذا خبثا .

وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : ألا أن يد الله على أفواه الحكماء .

لا يتكلم أحدهم إلا ما هيأ الله له .

وأخرج عبد الله عن سفيان رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني ما ندمت على الصمت قط وإن كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب .

وأخرج أحمد عن قتادة رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني اعتزل الشر كيما يعتزلك ، فإن الشر للشر خلق .

وأخرج عن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان عليه السلام - يا بني إياك والرغب كل الرغب ، فإن الرغب كل الرغب [ ] ينفذ القرب من القرب ، ويترك الحلم مثل [ ] الرطب ، يا بني إياك وشدة الغضب ، فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه : يا بني اختر المجالس على عينك ، فإذا رأيت المجلس يذكر الله عز وجل فيه فاجلس معهم ، فإنك إن تك عالماً ينفعك علمك ، وإن تك غبياً يعلموك ، وان يطلع الله عز وجل إليهم برحمة تصبك معهم ، يا بني لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر فيه الله فإنك إن تك عالماً لا ينفعك علمك ، وإن تك عَيِياً يزيدوك عياً ، وان يطلع الله إليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم ، ويا بني لا يغيظنك امرؤ رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين ، فإن له عند الله قاتلاً لا يموت .

وأخرج عبد الله في زوائده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء ، وشاور في أمرك العلماء .

وأخرج أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه قال : مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان - لتكن كلمتك طيبة ، وليكن وهجك بسيطاً ، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وقال : مكتوب في التوراة كما تَرحمون تُرحمون . وقال : مكتوب في الحكمة : كما تَزْرَعُونَ تَحْصِدُون . وقال : مكتوب في الحكمة : أحب خليلك وخليل أبيك .

وأخرج أحمد عن أبي قلابة رضي الله عنه قال : قيل للقمان عليه السلام : أي الناس أصبر ؟ قال : صبر لا معه أذى . قيل : فأي الناس أعلم ؟ قال : من ازداد من علم الناس إلى علمه . قيل فأي الناس خير ؟ قال : الغني . قيل : الغني من المال ؟ قال : لا . ولكن الغني إذا التمس عنده خير وجدوا لا أغنى نفسه عن الناس .

وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه قال : قيل للقمان عليه السلام : أي الناس شر ؟ قال : الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً .

وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : وجدت في بعض الحكمة : يبرد الله عظام الذين يتكلمون بأهواء الناس ، ووجدت في الحكمة : لا خير لك في أن تتعلم ما لم تعلم إذا لم تعمل بما قد علمت ، فإن مثل ذلك رجل احتطب حطباً فحمل حزمة ، فذهب يحملها ، فعجز عنها فضم إليها أخرى .

وأخرج أحمد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم .

وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه عمن أخبره أن لقمان عليه السلام قال لابنه : أي بني إن الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيها ناس كثير ، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإِيمان بالله ، وشراعها التوكل على الله ، لعلك أن تنجو ، ولا أراك ناجياً .

وأخرج عبد الله في زوائده عن عوف بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني إني حملت الجندل والحديد فلم أحمل شيئاً أثقل من جار السوء ، وذقت المرارة كلها فلم أذق أشد من الفقر .

وأخرج أحمد عن شرحبيل بن مسلم رضي الله عنه أن لقمان قال : أقصر من اللجاجة ، ولا أنطق فيما لا يعنيني ، ولا أكون مضحاكاً من غير عجب ، ولا مشاء إلى غير أرب .

وأخرج أحمد عن أبي الجلد رضي الله عنه قال : قرأت في الحكمة : من كان له من نفسه واعظاً كان له من الله حافظاً ، ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزاً ، والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية .

وأخرج أحمد عن عبد الله بن دينار رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني انزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك ، و لا بد لك منه ، يا بني كن كمن لا يبتغي محمدة الناس ولا يكسب ذمهم ، فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة .

وأخرج أحمد عن ابن أبي يحيى رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان لابنه : أي بني أن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك .

وأخرج أحمد عن معاوية بن قرة قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني جالس الصالحين من عباد الله فإنك تصيب بمجالستهم خيراً ، ولعله أن يكون آخر ذلك تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم ، يا بني لا تجالس الأشرار فإنك لا يصبك من مجالستهم خير ، ولعله أن يكون في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة فتصيبك معهم .

وأخرج أحمد عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : الصمت حكم وقليل فاعله فقال طاوس رضي الله عنه : أي أبا نجيح من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله .

وأخرج أحمد عن عون رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني إذا انتهيت إلى نادي قوم فارمهم بسهم الإِسلام ، ثم اجلس في ناحيتهم ، فإن أفاضوا في ذكر الله فاجلس معهم ، وإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم .

وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن دينار رضي الله تعالى عنه : إن لقمان قدم من سفر فلقيه غلام في الطريق فقال : ما فعل أبي ؟ قال : مات . قال : الحمد لله ملكت أمري قال : ما فعلت أمي ؟ قال : ماتت . قال : ذهب همي قال : ما فعلت امرأتي ؟ قال : ماتت قال : جدد فراشي قال : ما فعلت أختي ؟ قال : ماتت قال : سترت عورتي قال : ما فعل أخي ؟ قال : مات قال : انقطع ظهري .

وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الوهاب بن بخت المكي رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ، فإن الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء .

وأخرج عن عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني امتنع مما يخرج من فيك فإنك ما سكت سالم ، وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك .

وأخرج أحمد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم .

وأخرج أحمد عن بكر المزني رضي الله عنه قال : قال لقمان عليه السلام : ضرب الوالد لولده كالماء للزرع .

وأخرج القالي في أماليه عن العتبي قال : بلغني أن لقمان عليه السلام كان يقول : ثلاثة لا يعرفون إلا ثلاثة مواطن : الحليم عند الغضب . والشجاع عند الحرب . وأخوك عند حاجتك إليه .

وأخرج وكيع في الغرر عن الحنظلي رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه قبل ذلك ، فإن أنصفك عند غضبه وإلا فاحذره .

وأخرج الدارقطني عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال : بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني إنك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى ، فَدَارٌ أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها تُبَاعِد .

وأخرج ابن المبارك عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه أن لقمان عليه السلام كان يقول : اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين ، إذا ذكرتك لم يعينوني ، وإذا نسيتك لم يذكروني ، وإذا أمرت لم يطيعوني ، وإن صمت أحزنوني .

وأخرج الحكيم الترمذي عن معتمر عن أبيه أن لقمان عليه السلام قال لابنه : يا بني عود لسانك أن يقول : اللهم اغفر لي . فإن لله ساعة لا يرد فيها الدعاء .

وأخرج الخطيب عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني إياك والدَيْن فإنه ذُلُّ النهارِ هَمُّ الليلِ .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإِيمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته ، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته .

وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه قال : قال لقمان عليه السلام : إذا جاءك الرجل وقد سقطت عيناه فلا تقض له حتى يأتي خصمه قال : يقول لعله أن يأتي وقد نزع أربعة أعين .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال : قال الله عز وجل « يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري ، وتدعو إلي وتفر مني ، وتذكرني وتنساني هذا أظلم ظلم في الأرض » ثم يتلو الحسن { إن الشرك لظلم عظيم } .