الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} (63)

قوله تعالى : " يسألك الناس عن الساعة " هؤلاء المؤذون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما توعدوا بالعذاب سألوا عن الساعة ، استبعادا وتكذيبا ، موهمين أنها لا تكون . " قل إنما علمها عند الله " أي أجبهم عن سؤالهم وقل علمها عند الله ، وليس إخفاء الله وقتها عني ما يبطل نبوتي ، وليس من شرط النبي أن يعلم الغيب بغير تعليم من الله جل وعز . " وما يدريك " أي ما يعلمك . " لعل الساعة تكون قريبا " أي في زمان قريب . وقال صلى الله عليه وسلم : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) وأشار إلى السبابة والوسطى ، خرجه أهل الصحيح . وقيل : أي ليست الساعة تكون قريبا ، فحذف هاء التأنيث ذهابا بالساعة إلى اليوم ، كقوله : " إن رحمة الله قريب من المحسنين " [ الأعراف : 56 ] ولم يقل قريبة ذهابا بالرحمة إلى العفو ، إذ ليس تأنيثها أصليا . وقد مضى هذا مستوفى{[12927]} . وقيل : إنما أخفى وقت الساعة ليكون العبد مستعدا لها في كل وقت .


[12927]:راجع ج 7 ص 227.