الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَٱخۡتَلَفَ ٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَيۡنِهِمۡۖ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمٍ أَلِيمٍ} (65)

قوله تعالى : " فاختلف الأحزاب من بينهم " قال قتادة : يعني ما بينهم ، وفيهم قولان : أحدهما : أنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، خالف بعضهم بعضا ، قاله مجاهد والسدي . الثاني : فرق النصارى من النسطورية والملكية واليعاقبة ، اختلفوا في عيسى ، فقالت النسطورية : هو ابن الله . وقالت اليعاقبة : هو الله . وقالت الملكية : ثالث ثلاثة أحدهم الله . قاله الكلبي ومقاتل ، وقد مضى هذا في سورة " مريم " {[13667]} . " فويل للذين ظلموا " أي كفروا وأشركوا ؛ كما في سورة " مريم " {[13668]} . " من عذاب يوم أليم " أي أليم عذابه ، مثله : ليل نائم ، أي ينام فيه .


[13667]:راجع ج 11 ص 106، 108.
[13668]:راجع ج 11 ص 106، 108.