تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَٱخۡتَلَفَ ٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَيۡنِهِمۡۖ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمٍ أَلِيمٍ} (65)

{ فاختلف الأحزاب من بينهم } يعني : النصارى .

قال قتادة : ( ذكر لنا أنه لما رفع عيسى انتخبت بنو إسرائيل أربعة من فقهائهم فقالوا للأول : ما تقول في عيسى ؟ قال : هو الله هبط إلى الأرض ، فخلق ما خلق ، وأحيا ما أحيا ، ثم صعد إلى السماء . فتابعه على ذلك أناس فكانت اليعقوبية من النصارى ، فقال الثلاثة الآخرون : نشهد أنك كاذب ! فقالوا للثاني : ما تقول في عيسى ؟ فقال : هو ابن الله فتابعه على ذلك أناس ، فكانت النسطورية من النصارى ، فقال الاثنان الآخران : نشهد إنك كاذب ! فقالوا للثالث : ما تقول في عيسى ؟ فقال : هو إله وأمه إله والله إله . فتابعه على ذلك أناس من الناس فكانت الإسرائيلية من النصارى ، فقال الرابع : أشهد أنك كاذب ! ولكنه عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه .

فاختصم القوم ، فقال المسلم : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن عيسى كان يطعم الطعام ، وأن الله لا يطعم الطعام ؟ ! قالوا : اللهم نعم . قال : هل تعلمون أن عيسى كان ينام ، وأن الله لا ينام ؟ ! قالوا : اللهم نعم . فخصمهم المسلم ؛ فاقتتل القوم ، فذكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلم{[1235]} . قال الله : { فويل للذين ظلموا . . . } أشركوا ، الآية .


[1235]:رواه الطبري (25/91) وعبد الرزاق في تفسيره (2/8) وابن أبي حاتم كما في الدر(4/375).