فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱخۡتَلَفَ ٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَيۡنِهِمۡۖ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمٍ أَلِيمٍ} (65)

{ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ } قال مجاهد والسدي الأحزاب هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، وقال الكلبي ومقاتل هم فرق النصارى اختلفوا في أمر عيسى ، قال قتادة المعنى أنهم اختلفوا فيما بينهم ، وقيل اختلفوا من بين من بعث إليهم من اليهود والنصارى والأحزاب هي الفرق المتحزبة قيل هم اليعقوبية والنسطورية والملكانية والشمعونية ، وهذا مبني على أنه بعث لجميع بني إسرائيل فتحزبوا في أمره ، وقيل المراد بالأحزاب الذين تحزبوا على النبي صلى الله عليه وسلم وكذبوه وهم المرادون بقوله : { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ } والأول أولى .

{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } من هؤلاء المختلفين وهم الذين أشركوا بالله ولم يعملوا بشرائعه ، وقالوا في عيسى ما كفروا به { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } أي أليم عذابه وهو يوم القيامة .