الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ} (9)

" يؤفك عنه من أفك " أي يصرف عن الإيمان بمحمد والقرآن من صرف ، عن الحسن وغيره . وقيل : المعنى يصرف عن الإيمان من أراده بقولهم هو سحر وكهانة وأساطير الأولين . وقيل : المعنى يصرف عن ذلك الاختلاف من عصمه الله . أفكه يأفكه أفكا أي قلبه وصرفه عن الشيء ، ومنه قوله تعالى : " أجئتنا لتأفكنا{[14207]} " [ الأحقاف : 22 ] . وقال مجاهد : معنى " يؤفك عنه من أفك " يؤفك عنه من أفك ، والأفك فساد العقل . الزمخشري : وقرئ " يؤفك عنه من أفك " أي يحرمه من حرم ، من أفك الضرع إذا أنهكه حلبا . وقال قطرب : يخدع عنه من خدع . وقال اليزيدي : يدفع عنه من دفع . والمعنى واحد وكله راجع إلى معنى الصرف .


[14207]:راجع جـ 16 ص 205.