الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

وقال [ موسى بن علي بن أبي رباح اللخمي عن أبيه عن جده{[15838]} ] قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم " إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم " . أما قرأت هذه الآية " في أي صورة ما شاء ركبك " فيما بينك وبين آدم ، وقال عكرمة وأبو صالح : " في أي صورة ما شاء ركبك " إن شاء في صورة إنسان ، وإن شاء في صورة حمار ، وإن شاء في صورة قرد ، وإن شاء في صورة خنزير . وقال مكحول : إن شاء ذكرا ، وإن شاء أنثى . قال مجاهد : " في أي صورة " أي في أي شبه من أب أو أم أو عم أو خال أو غيرهم . و " في " متعلقة ب " ركب " ، ولا تتعلق ب " عدلك " ، على قراءة من خفف ؛ لأنك تقول عدلت إلى كذا ، ولا تقول عدلت في كذا ؛ ولذلك منع الفراء التخفيف ؛ لأنه قدر " في " متعلقة ب " عدلك " ، و " ما " يجوز أن تكون صلة مؤكدة ، أي في أي صورة شاء ركبك . ويجوز أن تكون شرطية أي إن شاء ركبك في غير صورة الإنسان من صورة قرد أو حمار أو خنزير ، ف " ما " بمعنى الشرط والجزاء ، أي في صورة ما شاء يركبك ركبك .


[15838]:الزيادة من تفسير الثعلبي والطبري والدر المنثور. والحديث كما رواه الثعلبي بعد السند: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجده "ما ولد لك"؟ قال: يا رسول الله وما عسى أن يولد لي، إما غلاما أو جارية. قال "فمن يشبه" قال: فمن يشبه، أمه أو أباه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم. "لا تقل هكذا إن النطفة . . . الحديث".