الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا} (3)

قوله تعالى : { والنهار إذا جلاها } أي كشفها . فقال قوم : جلى الظلمة ، وإن لم يجر لها ذكر ، كما تقول : أضحت باردة ، تريد أضحت غداتنا باردة . وهذا قول الفراء والكلبي وغيرهما . وقال قوم : الضمير في " جلاها " للشمس ، والمعنى : أنه يبين بضوئه جرمها . ومنه قول قيس بن الخطيم :

تَجَلَّتْ لنَا كالشَّمسِ تحت غمامَةٍ *** بدا حاجبٌ منها وضَنَّتْ بحاجِبِ

وقيل : جلى ما في الأرض من حيوانها حتى ظهر ، لاستتاره ليلا وانتشاره نهارا . وقيل : جلى الدنيا . وقيل : جلى الأرض ، وإن لم يجر لها ذكر ، ومثله قوله تعالى : " حتى توارت بالحجاب{[16091]} " [ ص : 32 ] على ما تقدم آنفا .


[16091]:آية 32 سورة ص.