الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ} (6)

" وصدق بالحسنى " أي بالخلف من اللّه تعالى على عطائه . " فسنيسره لليسرى " وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) . وروى من حديث أبي الدرداء : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : ( ما من يوم غربت شمسه إلا بعث بجنبتها ملكان يناديان يسمعهما خلق اللّه كلهم إلا الثقلين : اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا ) فأنزل اللّه تعالى في ذلك في القرآن " فأما من أعطى " . . . الآيات . وقال أهل التفسير : " فأما من أعطى " المعسرين . وقال قتاده : أعطى حق اللّه تعالى الذي عليه . وقال الحسن : أعطى الصدق من قلبه . " وصدق بالحسنى " أي بلا إله إلا اللّه . قاله الضحاك والسلمي وابن عباس أيضا . وقال مجاهد : بالجنة . دليله قوله تعالى : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة{[16109]} " . . . [ يونس : 26 ] الآية . وقال قتادة : بموعود اللّه الذي وعده أن يثيبه . زيد بن أسلم : بالصلاة والزكاة والصوم . الحسن : بالخلف من عطائه ، وهو اختيار الطبري . وتقدم عن ابن عباس ، وكله متقارب المعنى ؛ إذ كله يرجع إلى الثواب الذي هو الجنة .


[16109]:2 سورة يونس.