لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ} (4)

قوله جل ذكره : { إٍنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ } .

المحبةُ توجِبُ الإثارَ ، وتقديم مُرَادِ حبيبك عَلَى مُرَادِ نَفْسِك ، وتقديم محبوب حبيبك على محبوبِ نَفْسِك ، فإذا كان الحقُّ تعالى يحبُّ من العبدِ أن يُقاتِلَ على الوجه الذي ذكره فَمَنْ لم يُؤثِرْ محبوبَ الله على محبوب نَفْسِه - أي على سلامته - انسلخ من محبته لربِّه ، ومَنْ خلا من محبةِ الله وَقَعَ في الشِّق الآخر ، في خسرانه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ} (4)

قوله : { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } صفا منصوص على المصدر في موضع الحال . وكأنهم بنيان مرصوص ، في موضع نصب على الحال . أي يقاتلون مشبهين بنيانا مرصوصا{[4524]} ، وذلك إطراء من الله للمؤمنين المجاهدين الذين يقاتلون أعداء الله مصطفين متراصين وهم في تراصهم وتكاتفهم وتماسكهم كأنهم حيطان مبنية قد رص بعضها إلى بعض . وذلك كناية عن بالغ التآخي والتعاون وتآلف القلوب في ساحات القتال . فلا يتخلل المؤمنين المجاهدين في هذه الساعات شيء من الوهن أو الاختلاف أو الاضطراب أو خور العزائم{[4525]} .


[4524]:نفس المصدر السابق.
[4525]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 357 وتفسير القرطبي جـ 18 ص 78- 82.