{ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا } قال ابن عباس : هذه الآية في القتال وحده ، وهم قوم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول الرجل : قاتلت وضربت بسيفي ولم يفعل فنزلت :{ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا } قال المفسرون : إن المؤمنين قالوا : وددنا أن الله يخبرنا بأحب الأعمال إليه ، حتى نعمله ، ولو ذهبت فيه أموالنا وأنفسنا ، فأنزل الله هذه الآية ، وانتصاب صفا على المصدرية والمفعول محذوف أي يصفون أنفسهم صفا ، وقيل : هو مصدر في موضع الحال أي صافين أو مصفوفين قرأ الجمهور يقاتلون على البناء للفاعل ، وقرأ زيد بن علي على البناء للمفعول ، وقرئ يقتلون بالتشديد .
وجملة : { كأنهم بنيان مرصوص } في محل نصب على الحال من فاعل يقاتلون أو من الضمير في صفا على تقدير أنه مؤول بصافين أو مصفوفين ، ومعنى مرصوص ملتزق بعضه ببعض ، يقال : رصصت البناء أرصه رصا إذا ضممت بعضه إلى بعض ، وقال الفراء : مرصوص بالرصاص ، قال المبرد : هو مأخوذ من رصصت البناء إذا لا يمت بينه ، وقاربت حتى يصير كقطعة واحدة ، وقيل : هو من الرصيص وهو ضم الأشياء بعضها إلى بعض ، والتراص التلاصق ، وقيل : المتلائم الأجزاء المستويها ، وقال ابن عباس في الآية : مثبت لا يزول ، ملصق بعضه على بعض ، وقيل : أريد استواء نياتهم في حرب عدوهم ، حتى يكونوا في اجتماع الكلمة كالبنيان الذي رص بعضه إلى بعض ، والأول أولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.