الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ} (4)

قوله : { صَفّاً } : نصبٌ على الحال أي : صافِّين ، أو مَصْفُوفين .

قوله : { كَأَنَّهُم } يجوزَ أَنْ يكونَ حالاً ثانيةً مِنْ فاعل { يُقاتِلون } ، وأنْ يكونَ حالاً من الضمير في { صَفّاً } ، فتكونَ حالاً متداخلةً ، قاله الزمخشريُّ ، وأن يكونَ نعتاً لصَفَّاً ، قاله الحوفيُّ : وعاد الضميرُ على " صَفّاً " جمعاً لأنه جمعٌ في المعنى كقولِه : { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ } [ الحجرات : 9 ] والمَرْصُوصُ قيل : المتلائمُ الأجزاءِ المُسْتَويها . وقيل : المعقود بالرَّصاص . وقيل : هو من التضامِّ ، مِنْ تراصِّ الأسنان . وقال الراعي :

ما لَقِيَ البيضُ من الحُرْقوصِ *** يَفْتَحُ بابَ المُغْلَقِ المَرْصوصِ

الحُرْقوص : دُوَيِبَّةٌ تُولَعُ بالنساءِ الأَبْكار .