لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَكَانَتِ ٱمۡرَأَتِي عَاقِرٗا وَقَدۡ بَلَغۡتُ مِنَ ٱلۡكِبَرِ عِتِيّٗا} (8)

سأل الوَلدَ فلمَّا أُجِيب قال أَنَّى يكون لي غلام ؟ ومعنى ذلك - على ما جاء في التفسير- أن بين سؤاله الولد وبين الإجابة مدةً طويلة ؛ فكأنه سأل الولدَ في ابتداء حال سِنِّه ، واستجيبت دعوتُه بعد ما تناهى في سِنِّه ، فلذلك قال : { أَنَّى يَكُونُ لِِي غُلاَمٌ } ؟ .

ويقال أراد أن يعرف ممن يكون هذا الولد . . أمِنْ هذه المرأة وهي عاقر أم من امرأة أخرى أتزوج بها مملوكة أستفرشها ؟ فالسؤال إنما كان لتعيين مَنْ منها يكون الولد . فقال تعالى : { قَالَ كَذلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً }