ثم قال : { قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا }[ 7 ] .
أي : قال زكرياء : يا رب ، من أي وجه يكون لي غلام وامرأتي عاقر لا تحمل ، وقد ضعفت من الكبر عن مباضعة{[43874]} النساء . كأنه يستثبت الخبر من عند ربه . كيف يأتي هذا الغلام ؟ أيحدث فيه قوة{[43875]} يقوى بها على مباضعة النساء ويجعل امرأته ولودا ؟ أو يتزوج{[43876]} / غيرها ممن تلد ؟ أو كيف ذلك ؟ على طريق الاسترشاد لا على طريق الإنكار ، لأنه هو الراغب في ذلك إلى الله . فلا يجوز الإنكار فيه البتة .
وقيل : قال ذلك على طريق التعجب من قدرة الله ، إذ امرأته عاقر .
قال السدي : نادى جبريل صلى الله عليه وسلم زكرياء : { يا زكرياء إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا } .
فلما سمع النداء جاءه الشيطان فقال له : يا زكريا ، إن الصوت الذي سمعت ليس من الله ، إنما هو من الشيطان سخر بك ، ولو كان من الله أوحاه إليك ما يوحي إليك غيره من الأمر فشك{[43877]} مكانه وقال : { أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا }{[43878]} .
وقوله : ( عتيا ) أي قد عتوت من الكبر فصرت يابس العظام . يقال للعود اليابس ، عود عات وعاس .
وقال قتادة : ( عتيا ) نسئا{[43879]} ، وكان ابن بضع وسبعين سنة{[43880]} . وقيل{[43881]} : سبعين سنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.