فكأنه قيل : ما قال في جواب هذه البشارة العظمى ؟ فقيل : { قال } عالماً بصدقها طالباً لتأكيدها ، والتلذيذ بترديدها ، وهل ذلك من امرأته أو غيرها ؟ وهل إذا كان منها{[47819]} يكونان على حالتهما من الكبر أو غيرها غير طائش ولا عجل { رب } أي{[47820]} المحسن إليّ بإجابة دعائي دائماً { أنّى } أي من أين {[47821]}وكيف وعلى أيّ حال{[47822]} { يكون لي غلام } يولد لي {[47823]}على غاية القوة والنشاط والكمال في الذكورة{[47824]} { وكانت } أي{[47825]} والحال أنه كانت { امرأتي } إذا{[47826]} كانت شابة { عاقراً } غير قابلة للولد عادة {[47827]}وأنا وهي شابان فلم يأتنا ولد لاختلال أحد السبيبن{[47828]} فكيف بها وقد أسنت ! { وقد بلغت } أنا { من الكبر عتياً } أي أمراً في اليبس{[47829]} مجاوزاً للحد هو غاية {[47830]}في الكبر{[47831]} ما بعدها غاية ، وقد حصل من ذلك من {[47832]}الضعف ويبس{[47833]} الأعضاء وقحلها ما يمنع في العادة من حصول الولد {[47834]}مطلقاً لاختلال السببين معاً فضلاً عن أن يصلح لأن يعبر عنه بغلام{[47835]} ؛ قال البغوي{[47836]} في آل عمران{[47837]} : وقال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : كان ابن عشرين ومائة سنة ، وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين سنة{[47838]} ؛ وقال الرازي في اللوامع : إن هذا على الاستخبار {[47839]}أيعطيه{[47840]} الله الولد بتلك الحال أم يقلبه شاباً ؟ ولله تعالى في كل صنع تدبيران : أحدهما المعروف الذي يسلكه الناس من توجيه الأسباب إلى المسببات ، والآخر يتعلق بالقدرة المحضة ، ولا يعرفه إلا أهل الاستبصار - انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.