{ قَالَ رَبّ أنى يَكُونُ لِي غلام } أي كيف أو من أين يكون لي غلام ؟ وليس معنى هذا الاستفهام الإنكار ، بل التعجب من قدرة الله وبديع صنعه ، حيث يخرج ولداً من امرأة عاقر وشيخ كبير ، وقد تقدّم الكلام على مثل هذا في آل عمران ، { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكبر عتيّاً } يقال : عتا الشيخ يعتو عتيا إذا انتهى سنه وكبر ، وشيخ عات إذا صار إلى حال اليبس والجفاف ، والأصل عتوا لأنه من ذوات الواو فأبدلوه ياء لكونها أخفّ ، ومثل ما في الآية قول الشاعر :
إنما يعذر الوليد ولا يع *** ذر من كان في الزمان عتياً
وقرأ يحيى بن وثاب وحمزة والكسائي وحفص والأعمش { عتياً } بكسر العين ، وقرأ الباقون بضم العين وهما لغتان ، ومحل جملة { وَكَانَتِ امرأتي عَاقِرًا } النصب على الحال من ضمير المتكلم ، ومحل جملة { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكبر عتيّاً } النصب أيضاً على الحال ، وكلا الجملتين لتأكيد الاستبعاد والتعجب المستفاد من قوله : { أنى يَكُونُ لِي غلام } أي كيف يحصل بيننا ولد الآن ، وقد كانت امرأتي عاقراً لم تلد في شبابها وشبابي وهي الآن عجوز ، وأنا شيخ هرم ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.