{ قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقر وقد بلغت من الكبر عتيا ( 8 ) قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ( 9 ) قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ( 10 ) فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ( 11 ) يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا ( 12 ) وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا ( 13 ) } .
{ قال رب أنى } أي كيف ومن أين { يكون لي غلام } وليس معنى هذا الاستفهام الاستبعاد والإنكار ، بل التعجب والاستكشاف من قدرة الله وبديع صنعه حيث يخرج ولدا من امرأة عاقر وشيخ كبير { وكانت امرأتي عاقرا } أي لا تلد ؛ والجملة حال من الياء في لي ، وقد تقدم الكلام على مثل هذا في آل عمران .
{ وقد بلغت من الكبر عتيا } أي يأسا ، يريد بذلك نحول الجسم والجلد ودقة العظم أي يبسا جساوة{[1157]} في المفاصل والعظام من أجل الكبر والطعن في السن العالية يقال عتا الشيخ يعتو عتيا إذا انتهت سنه وكبر ، وشيخ عات إذا صار إلى حال اليبس والجفاف والأصل عتوا لأنه من ذوات الواو فأبدلوها ياء لكونها أخف قال السمين : فيه أربعة أوجه أظهرها أنه مفعول به ، أو مصدر مؤكد لمعنى الفعل أو مصدر وقع موقع الحال ، أي عاتيا أو ذا عتو ، الرابع أنه تمييز ، وعلى هذه الأوجه الثلاثة { من } مزيدة ذكره أبو البقاء ، والأول هو الأوجه ، انتهى ، وقرئ عتيا بكسر العين وبضمها وهما لغتان ، وكلتا الجملتين لتأكيد الاستبعاد .
والتعجب المستفاد من قوله : { أنى يكون لي غلام } قال ابن عباس : لا أدري كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف عتيا أو عتيا . وعن عطاء في قوله عتيا قال : لبث زمانا في الكبر وقال السدي : هرما ، والمعنى كيف يحصل بيننا ولد الآن وقد كانت امرأتي عاقرا لم تلد في شبابها وشبابي : وهي الآن عجوز وأنا شيخ هرم .
ثم أجاب الله سبحانه عن هذا السؤال المشعر بالتعجب والاستبعاد بقوله :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.