لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتۡ لَهُم مِّنَّا ٱلۡحُسۡنَىٰٓ أُوْلَـٰٓئِكَ عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ} (101)

{ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَى } : أي الكلمة بالحسنى ، والمشيئة والإرادة بالحسنى ، لأن الحسنى فعله ، وقوله : { سَبَقَتْ } إخبار عن قِدَمِه ، والذي كان لهم في القِدَمِ هو الكلمة التي هي صفة تعلَّقَتْ بهم في معنى الإخبار بالسعادة .

ثم قال : { أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } أي عن النار ، ولم يقل متباعدون لِيَعْلَمَ العالِمُون أن المدارَ على التقدير ، وسَابقِ الحُكْم من الله ، لا على تَبَاعُدِ العبد أو بتقرُّبه .