ولما ذكر حالهم وحال معبوديهم{[51818]} بغاية الويل ، كان موضع السؤال عمن عبدوهم{[51819]} من الصالحين من نبي أو ملك وغيرهما من جميع من عبده سبحانه لا يشرك به شيئاً ، فقال مبيناً أنهم ليسوا مرادين لشيء{[51820]} من ذلك على وجه يعمهم وغيرهم من الصالحين : { إن الذين سبقت لهم منا } {[51821]} أي ولنا العظمة التي لا يحاط بها{[51822]} { الحسنى } أي الحكم {[51823]} بالموعدة البالغة في الحسن{[51824]} في الأزل سواء ضل{[51825]} بأحد منهم الكفار فأطروه أو لا { أولئك } {[51826]} أي العالو الرتبة{[51827]} { عنها } أي جهنم{[51828]} .
{[51829]} ولما كان الفوز مطلق الإبعاد عنها{[51830]} لا كونه من{[51831]} مبعد معين ، قال : { مبعدون* } برحمة الله{[51832]} لأنهم أحسنوا في العبادة واتقوا ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؛ قال ابن كثير في تفسيره{[51833]} : قال أبو بكر بن مردويه : حدثنا{[51834]} محمد بن علي بن سهل{[51835]} ثنا محمد بن حسن الأنماطي ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا يزيد بن أبي{[51836]} حكيم ثنا الحكم - يعني ابن أبان - عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء عبد الله بن الزبعرى{[51837]} إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تزعم{[51838]} أن الله أنزل عليك هذه الآية { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } قال ابن الزبعرى : قد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى ابن مريم أكل هؤلاء في النار مع آلهتنا ؟ فنزلت { ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون } ثم نزلت { إن الذين سبقت لهم {[51839]} منا الحسنى أولئك عنها مبعدون{[51840]} } رواه الحافظ أبو عبد الله في كتابه الأحاديث المختارة انتهى . وفي السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه اعتراض ابن الزبعرى قال : " كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع{[51841]} من عبده ، {[51842]} إنهم إنما{[51843]} يعبدون الشياطين ومن {[51844]} أمرتهم بعبادته{[51845]} " وقد أسلم ابن الزبعرى بعد ذلك ومدح النبي صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.