الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتۡ لَهُم مِّنَّا ٱلۡحُسۡنَىٰٓ أُوْلَـٰٓئِكَ عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ} (101)

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } قال : عيسى والملائكة وعزير » .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { أولئك عنها مبعدون } قال : عيسى وعزير والملائكة .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أصبغ ، عن علي في قوله : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } الآية . قال : كل شيء يعبد من دون الله في النار ، إلا الشمس والقمر وعيسى .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } قال : أولئك أولياء الله ، يمرون على الصراط مراً هو أسرع من البرق فلا تصيبهم و { يسمعون حسيسها } ويبقى الكفار فيها حبيساً .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي وابن مردويه ، عن النعمان بن بشير : أن علياً قرأ { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } فقال : أنا منهم وعمر منهم وعثمان منهم والزبير منهم وطلحة منهم وسعد وعبد الرحمن منهم .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي عثمان النهدي في قوله : { لا يسمعون حسيسها } قال : حيات على الصراط تلسعهم ، فإذا لسعتهم قالوا : حس . . حس .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ، «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { لا يسمعون حسيسها } قال : حيات على الصراط تقول : حس حس .

وأخرج ابن مردويه وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } قال : السعادة .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير ، عن محمد بن حاطب قال : سئل علي عن هذه الآية { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } قال : هو عثمان وأصحابه .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { لا يسمعون حسيسها } يقول : لا يسمع أهل الجنة حسيس أهل النار إذا نزلوا منازلهم من الجنة .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن سفيان { لا يسمعون حسيسها } قال : صوتها .

وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا : قال في سورة الأنبياء { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } إلى قوله : { وهم فيها لا يسمعون } ثم استثنى فقال : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } فقد عبدت الملائكة من دون الله وعزير وعيسى .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : يقول ناس من الناس : إن الله قال : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } يعني من الناس أجمعين ، وليس كذلك إنما يعني من يعبد الله تعالى ، وهو لله مطيع مثل عيسى وأمه وعزير والملائكة . واستثنى الله تعالى هؤلاء من الآلهة المعبودة التي هي مع من يعبدها في النار .