في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة البلد مكية وآياتها عشرون

تضم هذه السورة الصغيرة جناحيها على حشد من الحقائق الأساسية في حياة الكائن الإنساني ذات الإيحاءات الدافعة واللمسات الموحية . حشد يصعب أن يجتمع في هذا الحيز الصغير في غير القرآن الكريم ، وأسلوبه الفريد في التوقيع على أوتار القلب البشري بمثل هذه اللمسات السريعة العميقة . .

تبدأ السورة بالتلويح بقسم عظيم ، على حقيقة في حياة الإنسان ثابتة :

( لا أقسم بهذا البلد . وأنت حل بهذا البلد . ووالد وما ولد . لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .

والبلد هو مكة . بيت الله الحرام . أول بيت وضع للناس في الأرض . ليكون مثابة لهم وأمنا . يضعون عنده سلاحهم وخصوماتهم وعداواتهم ، ويلتقون فيه مسالمين ، حراما بعضهم على بعض ، كما أن البيت وشجره وطيره وكل حي فيه حرام . ثم هو بيت إبراهيم والد إسماعيل أبي العرب والمسلمين أجمعين .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة البلد

وهي مكية .

هذا قسم من الله عز وجل{[30075]} بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حالا ؛ لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها .

قال خَصيف ، عن مجاهد : { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } لا رد عليهم ؛ أقسم بهذا البلد .

وقال شَبيب بن بشر ، عن عِكْرِمة ، عن ابن عباس : { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } يعني : مكة .


[30075]:- (1) في أ: "تعالى".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية في قول جمهور المفسرين ، وقال قوم : هي مدنية{[1]} .

قرأ الحسن بن أبي الحسن «لأقسم » دون ألف ، وقرأ الجمهور : «لا أقسم » ، واختلفوا فقال الزجاج ويغره : «لا » صلة زائدة مؤكدة ، واستأنف قوله { أقسم } ، وقال مجاهد { لا } رد للكلام متقدم للكفار ، ثم استأنف قوله { أقسم } ، وقال بعض المتأولين { لا } نفي للقسم بالبلد ، أخبر الله تعالى أنه لا يقسم به ، ولا خلاف بين المفسرين أن { البلد } المذكور هو مكة .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟