{ لا أقسم بهذا البلد } قد تقدم الكلام على هذا في تفسير { لا أقسم بيوم القيامة } ولا زائدة ومن زيادة لا في الكلام في غير القسم قول الشاعر :
تذكرت ليلى فاعترتني صبابة *** وكاد صميم القلب لا يتصدع
أي يتصدع ، ومن ذلك قوله تعالى : { ما منعك أن لا تسجد } أي أن تسجد ، قال الواحدي : أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة ، وبه قال ابن عباس : قرأ الجمهور لا أقسم وقرئ لأقسم من غير ألف ، وقيل هو نفي للقسم .
والمعنى لا أقسم بهذا البلد إذا لم تكن فيه بعد خروجك منه ، وقال مجاهد إن " لا " رد على من أنكر البعث ثم ابتدأ فقال : " أقسم " والمعنى ليس الأمر كما تحسبون والأول أولى .
والمعنى أقسم بالبلد الحرام وقال الواسطي : أن المراد بالبلد المدينة وهو مع كونه خلاف إجماع المفسرين هو أيضا مدفوع بكون السورة مكية لا مدنية ، ومكة جعلها الله تعالى : { حراما آمنا } { ومثابة للناس } وجعل مسجدها قبلة لأهل المشرق والمغرب ، وشرفه بمقام إبراهيم وحرم فيه الصيد ، وجعل البيت المعمور بإزائه ، ودحيت الأرض من تحته فهذه الفضائل وغيرها لما اجتمعت في مكة دون غيرها أقسم بها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.