في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

ويختم هذه الحركات الثائرة باستقرار ينتهي إليه كل شيء ، وكل أمر ، وكل مصير :

فالمرجع إلى ربهم . وإنه لخبير بهم( يومئذ )وبأحوالهم وأسرارهم . . والله خبير بهم في كل وقت وفي كل حال . ولكن لهذه الخبرة( يومئذ )آثار هي التي تثير انتباههم لها في هذا المقام . . . إنها خبرة وراءها عاقبة . خبرة وراءها حساب وجزاء . وهذا المعنى الضمني هو الذي يلوح به في هذا المقام !

ختام السورة:

إن السورة مشوار واحد لاهث صاخب ثائر . . حتى ينتهي إلى هذا القرار . . معنى ولفظا وإيقاعا ، على طريقة القرآن !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

{ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ } أي : لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون ، مجازيهم{[30421]} عليه أوفر الجزاء ، ولا يظلم مثقال ذرة . آخر [ تفسير ]{[30422]} سورة " والعاديات " ولله الحمد [ والمنة ، وحسبنا الله ]{[30423]}


[30421]:- (5) في أ : "ويجازيهم".
[30422]:- (6) زيادة من م.
[30423]:- (7) زيادة من م.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

{ إن ربهم بهم يومئذ } وهو يوم القيامة { لخبير } عالم بما أعلنوا وما أسروا ، فيجازيهم عليه ، وإنما قال : ( ما ) ثم قال : ( بهم ) لاختلاف شأنهم في الحالين ، وقرئ ( أن ) و( خبير ) بلا لام .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة والعاديات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا " .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

ثم استؤنف الخبر الصادق الجزم بأن الله تعالى خبير بهم يومئذ ، وهو تعالى خبير دائما ، لكن خصص يومئذ ؛ لأنه يوم المجازاة فإليه طمحت النفوس ، وفي هذا وعيد مصرح .

كمل تفسير سورة ( العاديات ) ، والحمد لله رب العالمين .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّخَبِيرُۢ} (11)

جملة مستأنفة استئنافاً بيانياً ناشئاً عن الإِنكار ، أي كان شأنهم أن يعلموا اطلاع الله عليهم إذا بعثر ما في القبور ، وأن يذكروه لأن وراءهم الحساب المدقق ، وتفيد هذه الجملة مفاد التذييل .

وقوله : { يومئذ } متعلق بقوله : { لخبير } ، أي عليم .

والخبير : مكنَى به عن المجازى بالعقاب والثواب ، بقرينة تقييده بيومئذ لأن علم الله بهم حاصل من وقت الحياة الدنيا ، وأما الذي يحصل من علمه بهم يوم بَعثرة القبور ، فهو العلم الذي يترتب عليه الجزاء .

وتقديم { بهم } على عامله وهو { لخبير } للاهتمام به ليعلموا أنهم المقصود بذلك . وتقديم المجرور على العامل المقترن بلام الابتداء مع أن لها الصدر سائغ لتوسعهم في المجرورات والظرف كما تقدم آنفاً في قوله : { لربه لكنود } [ العاديات : 6 ] وقوله : { على ذلك لشهيد } [ العاديات : 7 ] وقوله : { لحب الخير لشديد } [ العاديات : 8 ] . وقد علمتَ أن ابن هشام ينازع في وجوب صدارة لام الابتداء التي في خبر { إنَّ } .