في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا} (72)

ثم ننجي الذين اتقوا )فتزحزح عنهم وينجون منها لا يكادون ! ( ونذر الظالمين فيها جثيا ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا} (72)

وقوله : { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا } أي : إذا مرّ الخلائق كلهم على النار ، وسقط فيها من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي ، بحسبهم ، نجى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم . فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا ، ثم يشفعون في أصحاب الكبائر من المؤمنين ، فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون{[19081]} ، فيخرجون خلقًا كثيرًا قد أكلتهم النار ، إلا دارات وجوههم - وهي مواضع السجود - وإخراجهم إياهم من النار بحسب ما في قلوبهم من الإيمان ، فيخرجون أولا من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان ، ثم الذي يليه ، ثم الذي يليه ، [ ثم الذي يليه ]{[19082]} حتى يخرجوا من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ثم يخرج الله من النار

من قال يومًا من الدهر : " لا إله إلا الله " {[19083]} وإن لم يعمل خيرًا قط ، ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود ، كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ولهذا قال تعالى : { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا }


[19081]:في ت: "فيشفع الله الملائكة والنبيين والمؤمنين
[19082]:زيادة من ف، أ.
[19083]:في ف: "من قال: لا إله إلا الله يوما من الدهر".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا} (72)

القول في تأويل قوله تعالى { ثُمّ نُنَجّي الّذِينَ اتّقَواْ وّنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } .

يقول تعالى ذكره : ثم ننجي من النار بعد ورود جميعهم إياها ، الذين اتقوا فخافوه ، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّا يقول جلّ ثناؤه : وندع الذين ظلموا أنفسهم ، فعبدوا غير الله ، وعصَوا ربهم ، وخالفوا أمره ونهيه من النار ، جثيا ، يقول : بروكا على ركبهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جثِيا على ركبهم .

حدثنا الحسن ابن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزّاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة وَنَذَرُ الظّالِمينَ فِيها جِثِيّا على ركبهم .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّا قال : الجُثِيّ : شرّ الجلوس ، لا يجلس الرجل جاثيا إلاّ عند كرب ينزل به .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ثُمّ نُنَجّي الّذِينَ اتّقَوْا وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّا إن الناس وردوا جهنم وهي سوداء مظلمة ، فأما المؤمنون فأضاءت لهم حسناتهم ، فأنجوا منها . وأما الكفار فأوبقتهم أعمالهم ، واحْتُبِسوا بذنوبهم .