إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا} (72)

{ ثُمَّ نُنَجّي الذين اتقوا } الكفرَ والمعاصيَ مما كانوا عليه من حال الجُثُوّ على الركب على الوجه الذي سلف فيُساقون إلى الجنة ، وقرئ نُنْجي بالتخفيف ويُنْجي ، وينجَى على البناء للمفعول ، وقرئ ثَمةَ نُنجّي بفتح الثاء أي هناك ننجيهم { وَّنَذَرُ الظالمين } بالكفر والمعاصي { فِيهَا جِثِيّاً } منهاراً بهم كما كانوا ، قيل : فيه دليلٌ على أن المراد بالورود الجثُوُّ حواليها وأن المؤمنين يفارقون الفجرةَ بعد تجاثيهم حولها ويُلقى الفجرةُ فيها على هيئاتهم .