في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

( لم يلد ولم يولد ) . . فحقيقة الله ثابتة أبدية أزلية ، لا تعتورها حال بعد حال . صفتها الكمال المطلق في جميع الأحوال . والولادة انبثاق وامتداد ، ووجود زائد بعد نقص أو عدم ، وهو على الله محال . ثم هي تقتضي زوجية . تقوم على التماثل . وهذه كذلك محال . ومن ثم فإن صفة( أحد )تتضمن نفي الوالد والولد . .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

{ لم يلد } لم يصدر عنه ولد ؛ لأن الولادة تقتضي انفصال مادة منه ، وذلك يقتضي التركيب المنافي للأحدية والصمدية . أو لأن الولد من جنس أبيه ، ولا يجانسه تعالى أحد ؛ لأنه واجب وغيره ممكن . { ولم يولد } لم يصدر هو عن شيء ؛ لاقتضاء المولوديّة المادة فيلزم التركيب المنافي للأحدية والصمدية . أو لاقتضائها سبق العدم ولو بالذات ، أو لاقتضائها المجانسة ، وكل منهما مستحيل عليه تعالى ؛ إذ هو واجب الوجود لا أول لوجوده ، ولا مجانس له من خلقه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

لم يتَّخِذ ولداً ولا زوجة ، ولم يولَد من أبٍ ولا أُم . . فهو قَديمٌ ليس بحادِثٍ ، ولو كان مولُودا لكان حادِثا . إنه ليس له بدايةٌ ولا نهاية .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

وقال ابن عباس : " لم يلد " كما ولدت مريم ، ولم يولد كما ولد عيس وعزير . وهو رد على النصارى ، وعلى من قال : عزير ابن الله .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

{ لم يلد } هذا رد على كل من جعل لله ولدا ، فمنهم النصارى في قولهم : " عيسى ابن الله " ، واليهود في قولهم : " عزير ابن الله " ، والعرب في قولهم : " الملائكة بنات الله " ، وقد أقام الله البراهين في القرآن على نفي الولد ، وأوضحها أربعة أقوال :

الأول : أن الولد لا بد أن يكون من جنس والده . والله تعالى ليس له جنس ، فلا يمكن أن يكون له ولد ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : { ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام } [ المائدة : 75 ] ، فوصفهما بصفة الحدوث لينفي عنهما صفة القدم ، فتبطل مقالة الكفار .

والثاني : أن الوالد إنما يتخذ ولدا للحاجة إليه ، والله لا يفتقر إلى شيء ، فلا يتخذ ولدا ، وإلى هذا أشار بقوله : { قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني } [ يونس : 68 ] .

الثالث : أن جميع الخلق عباد الله ، والعبودية لا تنافي النبوة ، وإلى هذا أشار بقوله تعالى : { إن كل من في السموات والأرض إلا آت الرحمن عبدا } [ مريم : 93 ] .

الرابع : أنه لا يكون له ولد إلا لمن له زوجة ، والله تعالى لم يتخذ زوجة ، فلا يكون له ولد ، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى : { أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة } [ الأنعام : 101 ] .

{ ولم يولد } هذا رد على الذين قالوا : انسب لنا ربك ، وذلك أن كل مولود محدث ، والله تعالى هو الأول الذي لا افتتاح لوجوده ، القديم الذي كان ولم يكن معه شيء غيره ، فلا يمكن أن يكون مولودا تعالى عن ذلك .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ} (3)

ولما بين أنه لا فصل له ، ظهر أنه لا جنس له ، فدل عليه بقوله : { ولم يولد } ؛ لأنه لو تولد عنه غيره تولد هو عن غيره ، كما هو المعهود والمعقول ، فهو قديم لا أول له ؛ بل هو الأول الذي لم يسبقه عدم ؛ لأن الولادة لا تكون ولا تتشخص إلا بواسطة المادة وعلاقتها ، وكل ما كان مادياً أو كان له علاقة بالمادة ، كان متولداً عن غيره ، فكان لا يصح أن يتولد عنه شيء ؛ لأنه لا يصح أن يكون هو متولداً عن غيره ؛ لأنه لا ماهية له ولا اعتبار لوجوده سوى أنه هو ، فهويته لذاته ، ومن كانت هويته لذاته لم يصح بوجه أن يتولد عن غيره ؛ لأنه لو تولد عن غيره لم يكن هو هو لذاته ، ولا يكون أحداً حقيقياً ولا صمداً ، فينتفي من أصله ، ولا يكون له من ذاته إلا العدم ، فقد تبين أنه واجب الوجود ، فوضح كالشمس أنه ليس مادياً ؛ لأنه غير محتاج بوجه ، فلا يصح أن يتولد عنه غيره ؛ لأنه لم يصح أن يتولد هو عن غيره ، ومن كان كذلك لم يكن له مثل ، فلا يصح بوجه أن يساويه شيء ليصح أن يقوم مقامه فيما بين ما انتفى في الأول والآخر .