في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

سورة الناس مكية وآياتها ست

الاستعاذة في هذه السورة برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس . والمستعاذ منه هو : شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس .

والاستعاذة بالرب ، الملك ، الإله ، تستحضر من صفات الله - سبحانه - ما به يدفع الشر عامة ، وشر الوسواس الخناس خاصة .

فالرب هو المربي والموجه والراعي والحامي .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وآياتها ست .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ قل أعوذ } ألتجئ وأستجير{ برب الناس } مربّيهم ومصلح أمورهم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الناس

مكية ، وآياتها ست ، نزلت بعد سورة الفلق .

في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ يا جابر " . قلت : ماذا أقرأ بأبي أنت وأمي ؟ قال : اقرأ : { قل أعوذ برب الفلق } . و{ قل أعوذ برب الناس } فقرأتهما . فقال : " اقرأ بهما ، فلن تقرأ بمثلهما " رواه النسائي .

وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قل . قلت : ما أقول ؟ قال : { قل أعوذ برب الفلق } . { قل أعوذ برب الناس } فقرأهن رسول الله ، ثم قال : " لم يتعوذ الناس بمثلهن " .

وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه السور الكريمة تحض على قراءتها ، والتعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، والمستعاذ منه هو : شر الناس ، الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس .

{ ربّ الناس } : الله عز وجلّ ، مربي الناس ، وراعي شؤونهم .

قل يا محمد : إنني أعتصِم بالله ، الخالقِ ، مربي الناس ، وألتجئ إليه .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

مثل " الفلق " ؛ لأنها إحدى المعوذتين .

وروى الترمذي عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد أنزل الله على آيات لم ير مثلهن : { قل أعوذ برب الناس } إلى آخر السورة { وقل أعوذ برب الفلق } إلى آخر السورة ) . وقال : هذا حديث حسن صحيح . ورواه مسلم .

قوله تعالى : { قل أعوذ برب الناس } أي مالكهم ومصلح أمورهم . وإنما ذكر أنه رب الناس ، وإن كان ربا لجميع الخلق لأمرين :

أحدهما : لأن الناس معظمون ، فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا .

الثاني : لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم ، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم .

وإنما قال : { ملك الناس إله الناس } ؛ لأن في الناس ملوكا يذكر أنه ملكهم ، وفي الناس من يعبد غيره ، فذكر أنه إلههم ومعبودهم ، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه ، دون الملوك والعظماء .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الناس

مكية ، وآياتها 6 ، نزلت بعد الفلق .

{ قل أعوذ برب الناس } إن قيل : لم أضاف الرب إلى الناس خاصة ، وهو رب كل شيء ؟ فالجواب : أن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس في صدور الناس ، فخصهم بالذكر ؛ لأنهم المعوذون بهذا التعويذ ، والمقصودون هنا دون غيرهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

لما جاءت سورة الفلق للاستعاذة من شر ما خلق من جميع المضار البدنية وغيرها العامة للإنسان وغيره ، وذلك هو جملة الشر الموجود في جميع الأكوان والأزمان ، ثم وقع فيها التخصيص بشرور بأعيانها من الفاسق والساحر والحاسد ، فكانت الاستعاذة فيها عامة للمصائب الخارجة التي ترجع إلى ظلم الغير ، والمعايب الداخلة التي ترجع إلى ظلم النفس ، ولكنها في المصائب أظهر ، وختمت بالحسد فعلم أنه أضر المصائب ، وكان أصل ما بين الجن والإنس من العداوة الحسد ، جاءت سورة الناس متضمنة للاستعاذة من شر خاص ، وهو الوسواس ، وهو أخص من مطلق الحاسد ، ويرجع إلى المعايب الداخلة اللاحقة للنفوس البشرية التي أصلها كلها الوسوسة ، وهي سبب الذنوب والمعاصي كلها ، وهي من الجن أمكن وأضر ، والشر كله يرجع إلى المصائب والمعايب ، فقد تضمنت السورة كالفلق استعاذة ومستعاذاً به ومستعاذاً منه ، وأمراً بإيجاد ذلك ، فالأمر : { قل } ، والاسعتاذة { أعوذ } ، والمستعاذ به هو الله سبحانه وتعالى ، لكن لما كانت صفة الربوبية من صفات كماله -سبحانه- أليق بالحماية والإعانة والرعاية والخلق والتدبير والتربية والإصلاح ، المتضمن للقدرة التامة ، والرحمة الواسعة ، والإحسان الشامل ، والعلم الكامل ، قال تعالى : { برب الناس * } أي أعتصم به ، أي أسأله أن يكون عاصماً لي من العدو أن يوقعني في المهالك .

قال الملوي : والرب من له ملك الرق ، وجلب الخيرات من السماء والأرض ، وإبقاؤها ، ودفع الشرور ورفعها ، والنقل من النقص إلى الكمال ، والتدبير العام العائد بالحفظ والتتميم على المربوب .

وخص الإضافة بالمزلزلين المضطربين في الأبدان والأديان من الإنس والجان لخصوص المستعاذ منه ، وهو الأضرار التي تعرض للنفوس العاقلة وتخصها ، بخلاف ما في الفلق ، فإنه المضار البدنية التي تعم الإنسان وغيره .

وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير : وجه تأخرها عن شقيقتها عموم الأولى ، وخصوص الثانية ، ألا ترى عموم قوله { من شر ما خلق } ، وإبهام { ما } ، وتنكير { غاسق } ، و { حاسد } ، والعهد فيما استعيذ من شره في سورة الناس وتعريفه ونعته ، فبدأ بالعموم ، ثم أتبع بالخصوص ، ليكون أبلغ في تحصيل ما قصدت الاستعاذة منه ، وأوفى بالمقصود ، ونظير هذا في تقديم المعنى الأعم ، ثم إتباعه بالأخص بتناول الدقائق والجلائل قوله سبحانه وتعالى { بسم الله الرحمن الرحيم } في معنى الرحمن ومعنى الرحيم واحد لا في عموم الصفة الأولى ، وكونها للمبالغة ، وقد تعرض لبيان ذلك المفسرون ، ولذلك نظائر . انتهى .