في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

17

ثم يذكر اختيار الله لبني إسرائيل - على علم - بحقيقتهم كلها ، خيرها وشرها . اختيارهم على العالمين في زمانهم بطبيعة الحال ، لما يعلمه الله من أنهم أفضل أهل زمانهم وأحقهم بالاختيار والاستخلاف ؛ على كل ما قصه عنهم بعد ذلك من تلكؤ ومن انحراف والتواء . مما يشير إلى أن اختيار الله ونصره قد يكون لأفضل أهل زمانهم ؛ ولو لم يكونوا قد بلغوا مستوى الإيمان العالي ؛ إذا كانت فيهم قيادة تتجه بهم إلى الله على هدى وعلى بصيرة واستقامة .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

{ على العالمين } أي عالمي زمانهم ؛ بدليل قوله تعالى لهذه الأمة : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " {[316]} .


[316]:آية 11 آل عمران.
 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

{ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ } أي : اصطفيناهم وانتقيناهم { عَلَى عِلْمٍ } منا بهم وباستحقاقهم لذلك الفضل { عَلَى الْعَالَمِينَ } أي : عالمي زمانهم ومن قبلهم وبعدهم حتى أتى الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ففضلوا العالمين كلهم وجعلهم الله خير أمة أخرجت للناس وامتن عليهم بما لم يمتن به على غيرهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

{ ولقد اخترناهم } بني إسرائيل { على علم } منا بهم { على العالمين } عالمي زمانهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

قوله تعالى : " ولقد اخترناهم " يعني بني إسرائيل . " على علم " أي على علم منا بهم لكثرة الأنبياء منهم . " على العالمين " أي عالمي زمانهم ، بدليل قوله لهذه الأمة : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " {[13735]} [ آل عمران :110 ] . وهذا قول قتادة وغيره . وقيل : على كل العالمين بما جعل فيهم من الأنبياء . وهذا خاصة لهم وليس لغيرهم ، حكاه ابن عيسى والزمخشري وغيرهما . ويكون قوله : " كنتم خير أمة " أي بعد بني إسرائيل . والله أعلم . وقيل : يرجع هذا الاختيار إلى تخليصهم من الغرق وإيراثهم الأرض بعد فرعون .


[13735]:آية 110 سورة آل عمران.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

ولما كانت قريش{[57550]} تفتخر بظواهر{[57551]} الأمور من الزينة والغرور ويعدونه تعظيماً من الله ويعدون ضعف الحال في الدنيا شقاء{[57552]} وبعداً من الله ، رد عليهم قولهم بما أتى بني إسرائيل على ما كانوا فيه من الضعف و{[57553]}سوء الحال{[57554]} بعد إهلاك{[57555]} آل فرعون بعذاب الاستئصال ، فقال مؤكداً لاستبعاد قريش أن يختار من قل{[57556]} حظه من{[57557]} الدنيا : { ولقد } اخترناهم } أي فعلنا بما لنا من العظمة في جعلنا لهم{[57558]} خياراً فعل من اجتهد في ذلك ، وعظم أمرهم بقوله بانياً على ما تقديره : اختياراً مستعلياً { على علم } أي منا بما يكون منهم من خير وشر ، وقد ظهر من آثاره أنكم صرتم تسألونهم وأنتم صريح ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام عما ينوبكم وتجعلونهم قدوتكم فيما يصيبكم و{[57559]}تضربون إليه أكباد الإبل ، وهكذا يصير عن قليل كل من اتبع رسولكم صلى الله عليه وسلم منكم ومن غيركم . ولما بين{[57560]} المفضل ، بين المفضل عليه فقال : { على العالمين * } أي الموجودين في زمانهم بما أنزلنا عليهم من الكتب وأرسلنا إليهم من الرسل .


[57550]:ومن هنا استأنفت نسخة م.
[57551]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بظاهر.
[57552]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: مقتا.
[57553]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ما سوء.
[57554]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ما سوء.
[57555]:من ظ وم ومد، وفي الأصل:إهلاكهم أي
[57556]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: قلة.
[57557]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: في.
[57558]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: هم.
[57559]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من م ومد.
[57560]:زيد في الأصل: حال، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.