مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

ولما بين الله تعالى أنه كيف دفع الضرر عن بني إسرائيل وبين أنه كيف أوصل إليهم الخيرات فقال : { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } وفيه بحثان :

البحث الأول : أن قوله { على علم } في موضع الحال ثم فيه وجهان ( أحدهما ) أي عالمين بكونهم مستحقين لأن يختاروا ويرجحوا على غيرهم ( والثاني ) أن يكون المعنى مع علمنا بأنهم قد يزيغون ويصدر عنهم الفرطات في بعض الأحوال .

البحث الثاني : ظاهر قوله { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } يقتضي كونهم أفضل من كل العالمين فقيل المراد على عالمي زمانهم ، وقيل هذا عام دخله التخصيص كقوله { كنتم خير أمة أخرجت للناس } .