ولما بين الله تعالى ( أنه ){[50364]} كيف دفع عن بني إسرائيل الضرر ، بين أنه كيف أوصل إليهم الخيرات فقال : { وَلَقَدِ اخترناهم على عِلْمٍ عَلَى العالمين } والمراد اخترنا مؤمني بني إسرائيل على عالَمِي زمانهم{[50365]} .
قوله : «على علم » متعلقة بمحذوف ، لأنها حال من الفاعل في «اخترناهم » و«على العالمين » ، متعلقة باخترناهم{[50366]} . وفي عبارة أبي حيان : أنه لما اختلف مدلولهما جاز تعلقهما باخترنا ، وأنشد على ذلك ( الشاعر ){[50367]} ( رحمةُ اللهِ عَلَيْهِ ){[50368]} :
4439 وَيَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ *** عَلَيَّ وآلَتْ حَلْفَةً لَمْ تُحَلَّلِ{[50369]}
ثم قال : ف «على علم » حال إما من الفاعل ، أو من المفعول ، و«على ظهر » حال من الفاعل في «تعذرت » والعامل في الحال هو العامل في صاحبها . ( وفيه نظر{[50370]} ، لأن قوله أولاً : ولذلك تعلقا بفعل واحد لما اختلف المدلول ينافي جعل الأولى حالاً ، لأنها لم تتعلق به{[50371]} ، وقوله : والعامل في الحال هو العامل في صاحبها ) لا ينفع في ذلك{[50372]} .
قيل : هذه الآية تدل على كونهم أفضل من كل العَالَمِينَ . وأجيب : بأن المراد على عَالَمِي زَمَانِهِمْ وقيل : هذا عام دخله التخصيص . كقوله : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }{[50373]} [ آل عمران : 110 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.