الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

قوله : { عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } : " على " الأولى متعلِّقةٌ بمحذوفٍ لأنَّها حالٌ من الفاعل في " اخْتَرْناهم " . والثانية متعلقةٌ ب " اخْتَرْناهم " . وفي عبارة الشيخ : أنَّه لَمَّا اختلفَ مدلولُها جاز تعلُّقُهما ب " اخْتَرْنا " . وأنشد الشيخُ نظيرَ ذلك :

4019 ويَوْماً على ظَهْر الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ *** عليَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

ثم قال : " ف " على عِلْم " حالٌ : إمَّا من الفاعلِ أو من المفعول . و " على ظَهْر " حالٌ من الفاعل في " تَعَذَّرَتْ " . والعاملُ في الحال هو العاملُ في صاحبها " . وفيه نظرٌ ؛ لأنَّ قولَه أولاً : " ولذلك تَعَلَّقا بفعلٍ واحدٍ لَمَّا اختلف المدلولُ " ينافي جَعْلَ الأولى حالاً ؛ لأنَّها لم تتعلَّقْ به . وقولُه : " والعاملُ في الحالِ هو العاملُ في صاحبِها " لا يَنْفَعُ في ذلك .