فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

ولما بين سبحانه كيفية دفعه للضرر عن بني إسرائيل بين ما أكرمهم به فقال :

{ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ } أي مؤمني بني إسرائيل { عَلَى } أي مع { عِلْمٍ } منا بحالهم ، وهي كونهم أحقاء بأن يختاروا ، أو كونهم يزيغون وتحصل منهم الفرطات في بعض الأحوال { عَلَى الْعَالَمِينَ } أي على عالمي زمانهم على علم منه سبحانه باستحقاقهم لذلك ، وليس المراد أنه اختارهم على جميع العالمين ، بدليل قوله في هذه الأمة { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } وقيل على كل العالمين لكثرة الأنبياء فيهم ، وهذا خاصة لهم ، وليس لغيرهم ، حكاه ابن عيسى والزمخشري وغيرهما والأول أولى ، وقيل : يرجع هذا الاختيار إلى تخليصهم من الغرق ، وإيراثهم الأرض بعد فرعون .