فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

ولما بيّن سبحانه كيفية دفعه للضر عن بني إسرائيل بيّن ما أكرمهم به ، فقال : { وَلَقَدِ اخترناهم على عِلْمٍ عَلَى العالمين } أي اختارهم الله على عالمي زمانهم على علم منه باستحقاقهم لذلك ، وليس المراد : أنه اختارهم على جميع العالمين بدليل قوله في هذه الأمة : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } [ آل عمران : 110 ] وقيل : على كل العالمين لكثرة الأنبياء فيهم ، ومحل { على علم } النصب على الحال من فاعل { اخترناهم } أي حال كون اختيارنا لهم على علم منا ، و{ على العالمين } متعلق باخترناهم .