في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (14)

إنها جولة في مصارع الغابرين ، بعد تلك الجولة في ملكوت السماوات والأرض . جولة تهز القلوب المستكبرة برؤية مصارع المستكبرين :

( إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله ) . .

الكلمة الواحدة التي جاء بها الرسل أجمعين . وقام عليها بنيان كل دين .

( قالوا : لو شاء ربنا لأنزل ملائكة . فإنا بما أرسلتم به كافرون ) . .

وهي كذلك الشبهة المتكررة التي ووجه بها كل رسول . وما كان لرسول يخاطب البشر أن يكون إلا من البشر . يعرفهم ويعرفونه . ويجدون فيه قدوة واقعية ، ويعاني هو ما يعانونه . ولكن عاداً وثمودا أعلنوا كفرهم برسلهم ، لأنهم بشر لا ملائكة كما كانوا يقترحون !

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (14)

{ إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ( 14 ) }

حين جاءت الرسل عادًا وثمود ، يتبع بعضهم بعضًا متوالين ، يأمرونهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، قالوا لرسلهم : لو شاء ربنا أن نوحده ولا نعبد من دونه شيئًا غيره ، لأنزل إلينا ملائكة من السماء رسلا بما تدعوننا إليه ، ولم يرسلكم وأنتم بشر مثلنا ، فإنا بما أرسلكم الله به إلينا من الإيمان بالله وحده جاحدون .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (14)

قوله : { إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } أي جاءتهم الرسل المتقدمون والمتأخرون ، أو الذين أرسلوا إليهم وإلى من قبلهم { أَلاَّ تَعْبُدُوا أَلاَّ اللَّهَ } أمروهم أن لا يعبدوا أحدا سوى الله ، وحذروهم بأس الله وشديد بطشه وانتقامه . ومع ذلك كذبوا وأعرضوا وقالوا : { لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً } أي لو كان الله مرسلا رسلا حقا لأرسل ملائكته من عنده فآمنا بهم وصدقنا بما جاءوا به ؛ وبذلك لسنا بمؤمنين لبشر ، وهو قوله : { فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } أي لسنا مؤمنين لبشر مثلنا فقد كذبنا بما جئتمونا به .