غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (14)

1

قوله { إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم } قيل : الضميران عائدان إلى الرسل أي جاءهم رسل بعد الرسل . وقيل : من بين أيديهم أي حذروهم الدنيا { ومن خلفهم } الآخرة . وقيل : من بين أيديهم الذين عاينوهم ، ومن خلفهم الذين وصل إليهم خبرهم وكتبهم . وحقيقة بين يديه أن يستعمل للشيء الحاضر ، ومجازه أن يستعمل للشيء الماضي بزمان قريب . وقال بعض المحققين : معناه أتاهم الرسل من كل جهة وأعملوا في إرشادهم كل حيلة { أن لا تعبدوا } ويجوز أن تكون " أن " مفسرة أو مخففة وضمير الشأن مقدر . والفاء في قوله { فإنا } للجزاء كأنه قيل : فإذا أنتم بشر ولستم بملائكة فانا لا نؤمن بكم . وقولهم { ربنا } وكذا بما أرسلتم أي على زعمكم ، أو أرادوا التهكم .

/خ24