وقوله : { إِذْ جَاءتْهُمُ الرسل } ظرف لأنذرتكم أو لصاعقة ، لأنها بمعنى العذاب ، أي أنذرتكم العذاب الواقع وقت مجيء الرسل ، أو حال من صاعقة عاد . وهذا أولى من الوجهين الأولين ، لأن الإنذار لم يقع وقت مجيء الرسل ، فلا يصحّ أن يكون ظرفاً له ، وكذلك الصاعقة لا يصحّ أن يكون الوقت ظرفاً لها ، وقوله : { مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } متعلق بجاءتهم ، أي جاءتهم من جميع جوانبهم . وقيل المعنى : جاءتهم الرسل المتقدّمون والمتأخرون على تنزيل مجيء كلامهم منزلة مجيئهم أنفسهم ، فكأن الرسل قد جاءوهم وخاطبوهم بقولهم : { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله } أي بأن لا تعبدوا على أنها المصدرية ، ويجوز أن تكون التفسيرية ، أو المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف . ثم ذكر سبحانه ما أجابوا به على الرسل ، فقال : { قَالُواْ لَوْ شَاء رَبُّنَا لأَنزَلَ ملائكة } أي لأرسلهم إلينا ، ولم يرسل إلينا بشراً من جنسنا ، ثم صرّحوا بالكفر ، ولم يتلعثموا ، فقالوا : { فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافرون } أي كافرون بما تزعمونه من أن الله أرسلكم إلينا ، لأنكم بشر مثلنا لا فضل لكم علينا ، فكيف اختصكم برسالته دوننا ، وقد تقدّم دفع هذه الشبهة الداحضة التي جاءوا بها في غير موضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.