الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (14)

قال الثعلبِيُّ : { ومِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } يعني : قبلهم وبعدهم ، وقامت الحُجَّةُ عليهم في أَنَّ الرسالة والنذارة عمتهم خبراً ومباشرة ، وقال ( ع ) : قوله : { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } أي : جاءهم رسول بعد اكتمال أعمارهم وبعد تَقَدُّمِ وجودهم في الزَّمَنِ ، فلذلك قال : { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } ولا يتوجه أنْ يجعل { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } عبارة عَمَّا أتى بعدهم ؛ لأنَّ ذلك لا يلحقهم منه تقصير .

( ت ) : وما تقدم للثعلبيِّ وغيره أَحْسَنُ ؛ لأَنَّ مقصد الآية اتصال النذارة بهم وبمن قبلهم وبمن بعدهم ؛ إذ ما من أُمَّةٍ إلاَّ وفيها نذير ، وكما قال تعالى : { رُسُلَنَا تَتْرَا } .