الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (14)

{ إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم } .

العامل في ( إذ ) : الصاعقة .

والمعنى : حين جاءتهم الرسل من بين أيدي الرسل ومن خلف الرسل ( يعني : جاءت الرسل {[60172]} أبناء الذين أهلكوا بالصاعقة ومن خلق الرسل ) الذين بعثوا إلى آبائهم . وذلك أن الله جل ذكره بعث إلى عاد : هودا ، فكذبوه من بعد رسل قد كانت تقدمت إلى آبائهم أيضا فكذبوها فأهلكوا .

قال ابن عباس : معناه : أنه يريد الرسل التي كانت قبل هود ، ( والرسل التي كانت بعد هود ) {[60173]} . بعث الله عز وجل قبله رسلا {[60174]} ، ( وبعده رسلا ) {[60175]} بأن لا يعبدوا {[60176]} إلا الله ، فقالوا : لو شاء ربنا لأنزل ملائكة يدعوننا {[60177]} إلى الإيمان به ولم يرسلكم وأنت بشر مثلنا ، ولكنه رضي {[60178]} بعبادتنا ، فنحن {[60179]} بما أرسلتم به كافرون .

وقال الضحاك : الرسل الذين من بين أيديهم : من قبلهم ، والذين من خلفهم ، يعني : الذين بحضرتهم {[60180]} {[60181]} .

فيكون الضمير الذي في ( خلفهم ) يعود على الرسل ، وهو مذهب الفراء {[60182]} .

وقيل : الذين بين أيديهم ، يعني : الذين بحضرتهم ، ( والذين من خلفهم ، يعني : ) {[60183]} الذين من قبلهم .

وقيل : هذا على التكثير ، والمعنى : جاءتهم الرسل من كل مكان بأن لا يعبدوا إلا الله {[60184]} .


[60172]:ساقط من (ح).
[60173]:ساقط من (ت).
[60174]:(ح): رسولا.
[60175]:في طرة (ت).
[60176]:(ت): لا تعبدوا.
[60177]:(ح): تدعونا.
[60178]:(ح): رضا.
[60179]:في طرة (ت).
[60180]:(ح): بحضرتهم والذين من خلفهم.
[60181]:انظر: إعراب النحاس 4/54.
[60182]:انظر: إعراب النحاس 4/54.
[60183]:في طرة (ت).
[60184]:انظر: إعراب النحاس 4/54.