محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (14)

{ إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } قال الزمخشري : أي أتوهم من كل جانب ، واجتهدوا بهم ، وأعملوا فيهم كل حيلة ، فلم يروا منهم إلا العتوّ والإعراض كما حكى الله تعالى عن الشيطان{[6416]} { لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم } يعني لآتينهم من كل جهة ، ولأعملن فيهم كل حيلة . وتقول ( استدرت بفلان من كل جانب ، فلم يكن فيه حيلة ) . وحاصله جعل الجهتين كناية عن جميع الجهات ، على ما عرف في مثله . والمراد بإتيانهم من جميع الجهات ، بذل الوسع في دعوتهم على طريق الكناية . ويحتمل أن المعنى : جاءوهم بالوعظ من جهة الزمن الماضي وما جرى فيه على الكفار ، ومن جهة المستقبل وما سيجري عليهم . فالمراد بما بين أيديهم الزمن الماضي ، وبما خلفهم المستقبل . ويجوز فيه العكس ، كما ذكر في آية الكرسيّ { ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا } أي إرسال رسول { لأنزل ملائكة } أي من السماء بما تدعوننا إليه { فإنا بما أرسلتم به } أي من عبادة الله وحده { كَافِرُونَ


[6416]:[7 / الأعراف / 17].