بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (14)

ثم قال تعالى : { إِذْ جَاءتْهُمُ الرسل مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } يعني : من قبل عاد وثمود ، { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } يعني : من بعد عاد وثمود ، { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله } يعني : ألا تطيعوا في التوحيد غير الله . وهذا قول الرسل لقومهم ، فأجابهم قومهم : { قَالُواْ لَوْ شَاء رَبُّنَا لأنزل ملائكة } ولم يرسل إلينا آدمياً ، { فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافرون } أي : جاحدون .

وقد قيل في قوله : { مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } يعني : خوفوهم من بين أيديهم من أمر الآخرة ، وحذروهم النار ، ورغبوهم في الجنة .

{ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } يعني : زهّدوهم في الدنيا ، فلم يقبلوا ، وقد قيل : { مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } يعني : ما خلق قبلهم ، كيف أهلكهم الله ، ومما خلفهم من أمر الآخرة .