في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مِّن وَرَآئِهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا يُغۡنِي عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَيۡـٔٗا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (10)

وهو عذاب حاضر قريب ؛ وإن كان موعده آتياً بعد حين . ولكنه في حقيقته قائم موجود :

( من ورائهم جهنم ) . .

ولفظ ( من ورائهم )مقصودة ظلاله فوق معناه . وظلاله . . أنهم لا يرونه لأنه من ورائهم ولا يتقونه لأنهم في غفلة عنه ؛ ولا يفوتهم فهم سيقعون فيه !

( ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ) . .

فليس شيء مما عملوا أو ملكوا بنافعهم شيئاً ، فعملهم - ولو صلح - هباء لا يقدرون على شيء منه ، وهو قائم على غير أساس من إيمان . وملكهم زائل لا يصاحبهم منه شيء فيه غناء . وأولياؤهم من دون الله - آلهة أو أعواناً وجنداً أو خلاناً - لا يملكون لهم نصراً ولا شفاعة .

( ولهم عذاب عظيم ) . .

فوق أنه مهين . فجرمهم في الاستهزاء بآيات الله قبيح يقتضي المهانة ، جسيم يقتضي جسامة التعذيب . .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مِّن وَرَآئِهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا يُغۡنِي عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَيۡـٔٗا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (10)

من ورائهم جهنم : تنتظرهم .

يغني : يدفع عنهم .

من ورائهم جهنمُ تنتظرهم ، ولا يدفعُ عنهم العذابَ ما كسبوا في الدنيا من الأموال والأولاد . ولا تُغني عنهم أصنامُهم التي عبدوها من دون الله شيئا ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مِّن وَرَآئِهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا يُغۡنِي عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَيۡـٔٗا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (10)

" من ورائهم جهنم " أي من وراء ما هم فيه من التعزز في الدنيا والتكبر عن الحق جهنم . وقال ابن عباس : " من ورائهم جهنم " أي أمامهم ، نظيره : " من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد " {[13777]} [ إبراهيم : 16 ] أي من أمامه . قال :

أليس ورائي إن تراخت منيتي *** أدُبُّ مع الولدان أَزْحَفُ كالنَّسْرِ

" ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا " أي من المال والولد . نظيره : " لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا " {[13778]} [ آل عمران : 10 ] أي من المال والولد . " ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء " يعني الأصنام . " ولهم عذاب عظيم " أي دائم مؤلم .


[13777]:آية 16 سورة إبراهيم.
[13778]:آية 10 سورة آل عمران.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{مِّن وَرَآئِهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا يُغۡنِي عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَيۡـٔٗا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (10)

{ من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم }

{ من ورائهم } أي أمامهم ؛ لأنهم في الدنيا { جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا } من المال والفعال { شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله } أي الأصنام { أولياء ولهم عذاب عظيم } .