فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مِّن وَرَآئِهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا يُغۡنِي عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَيۡـٔٗا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (10)

{ مِنْ وَرَائِهِمْ } أي من وراء ما هم فيه من التعزز بالدنيا والتكبر عن الحق { جَهَنَّمُ } فإنها من قدامهم ، لأنهم متوجهون إليها ، وعبر عن القدام بالوراء كقوله : { من ورائه جهنم } والوراء مستعمل بمعنى الأمام كما يستعمل بمعنى الخلف ، وهو مشترك بين المعنيين ، فيستعمل في الشيء وضده ، كالجون يستعمل في الأبيض والأسود على سبيل الاشتراك ، وقيل : جعلها باعتبار إعراضهم عنها ، كأنها خلفهم ، وقيل الوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام .

{ وَلَا يُغْنِي } أي لا يدفع { عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا } من أموالهم وأولادهم { شَيْئًا } من عذاب الله ، ولا ينفعهم بوجه من وجوه النفع { وَلَا } يغني عنهم { مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ } من الأصنام ، وما في الموضعين إما مصدرية أو موصولة ، وزيادة لا في الجملة الثانية للتأكيد { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } في جهنم التي هي من ورائهم .